في تغطية خاصة لموقع "الفن"، حلّ الشاعر نزار فرنسيس، ضيفاً على برنامج "بين الحلم والحقيقة"، الذي يعده ويقدمه مدير التحرير جوزيف بو جابر، عبر إذاعة لبنان.
قال نزار :"الإنسان الناجح هو الذي يستطيع أن يحقق أكبر عدد من أحلامه، والحمد لله أني حققت الكثير من أحلامي، وأنا لا أؤمن بالحظ، ولكني أؤمن بالفرصة، الإنسان الواثق من نفسه والذكي، هو الذي يعرف كيف يغتنم الفرصة، إذ هناك الكثير من الناس الذين تأتيهم الفرص، ولكنهم لا ينتبهون إليها، أو لا يركزون عليها، هنا يظهر الإنسان الذي يسعى، والإنسان الذي لا يسعى".
وأضاف :"أحلم اليوم بمحبة الناس، التي أصبحت أعيشها أينما أذهب، وأنا قمت بالكثير من الأعمال التي أفتخر بها، وهي نعمة أني قدمت أكثر من 2200 أغنية، عملت خلالها مع كل النجوم الذين أحبهم، وكذلك عملت مع نجوم أحبهم من دون أن يجمعنا عمل غنائي من كلماتي".
وتابع :"رسمت وطناً جميلاً أحلم به وقدمته للناس، وأنا أؤمن بأن العمل الفني هو رسالة وليس تجارة، الرسالة هي أن تترك في قلوب الناس بصمة جميلة، إيجابية، إن كان للناحية الوطنية، أو الإجتماعية، أو حتى على صعيد العلاقات العاطفية".
عن أوبريت الأرزة التي كتب كلماتها وغناها العديد من النجوم مجتمعين في إفتتاح مهرجان الأرز منذ 4 سنوات، قال نزار :"هذا المهرجان هو محطة في حياتي الفنية، أعتبره نقطة بيضاء في مسيرتي، وأمراً مهماً جداً إستطعت تحقيقه، المجموعة كلها كانت متجانسة، ولجنة مهرجانات الأرز إستوعبتنا بطريقة محترفة، وقدمنا الأوبريت على مسرح من أهم المسارح في لبنان، وهو عمل راقٍ يليق بالأرزة التي هي رمز للبلد والشعب، وأفتخر بهذا العمل، الذي هو بصمة مطبوعة في مسيرتي الفنية".
وعن الوصفة التي يقدمها للناس لكي يحبوا لبنان بالقدر الذي يحبه به، قال نزار :"يكفي أن تقرأ تاريخ لبنان كي يصبح لديك حلم بأن تبنيه، وتشارك في صناعة مستقبله، بعض النظر عن الحاضر، فإذا كان الحاضر لا يشبه تاريخ لبنان، يمكنك أن تغيره، فالحلم يغيّر".
وأضاف :"أنا مؤمن بهذا البلد، بأنه باقٍ، وما مرّ على الذين سبقونا، خصوصاً المجاعة التي توفي بسببها ثلث شعب لبنان من الجوع، كان أصعب بكثير مما يمر علينا، وهذا يعني أننا سنجتاز كل الظروف الصعبة، إن شاء الله، وسنبني بلداً للمستقبل".
وعن إنتقاده منذ فترة بعض الصحافيين الذين يمدحون بممثلين وممثلات، شاركوا في مسلسلات عرضت في شهر رمضان الماضي، ولا يستحقون هذا المديح، أوضح نزار كلامه قائلاً :"عندما لا أعود أرضي الناس بالكلمة التي أكتبها، سأتوقف عن الكتابة، وليست لدي مشكلة في أن يتم إنتقادي في حال قمت بعمل غير ناجح، لأن الدنيا ليست دائماً تبخير، فالإنتقاد ينفع أحياناً".
وأضاف :"هناك دخلاء في كل المجالات، منها الصحافة والشعر والغناء والتمثيل، ولا يجوز أن يكتب صحافي متعدٍ على الصحافة، عن شخص متعدٍ على التمثيل، أنه آل باتشينو، فلا يجوز لهكذا صحافي أن يقوم بذلك لأنه تقاضى وغيره من الصحافيين أمثاله، كل منهم 50 دولار من المنتج ليسوّق للمسلسل الذي أنتجه، فهؤلاء الصحافيون مبهورون بالمتعدين على التمثيل، وفي المقابل هناك ممثلون مخضرمون لم يضئ عليهم أحد".
وذكر جوزيف بعض الأسماء الفنية للشاعر نزار فرنسيس، وطلب منه أن يعلق على كل إسم، فكانت الإجابات على الشكل الآتي:
ملحم بركات :"لن يتكرر".
سمير صفير :"رفيق نجاح حقيقي، ومبدع".
ماجدة الرومي :"كتلة كاملة من الإحساس، والفن الذي يسكن القلب، ولا يعود يخرج منه".
وائل كفوري :"نجم ومطرب في آن، وهذا نادراً ما نجده".
نجوى كرم :"قلعة فنية لبنانية نفتخر بها".
عاصي الحلاني :"فارس الأغنية، وفارس الأخلاق".
راغب علامة :"نجم بكل معنى الكلمة، وذكي إلى درجة أنه يستطيع أن يدخل إلى القلوب، وعرف كيف يتعامل مع جمهوره، هو صياد ماهر، ويعرف ما يريد".
إليسا :"إحساس نادر لا يملكه أحد غيرها".
معين شريف :"لديه تقنية في صوته".
نانسي عجرم :"فنانة إستطاعت أن تكون جماهيرية بالمعنى الحقيقي للكلمة".
رامي عياش :"هو الفرق".
وفي الفقرة الأخيرة من البرنامج، إختار الشاعر نزار فرنسيس الشخصيات الثلاث التي يحلم بلقائها، فقال :"تعرفت على الشاعر الراحل خليل روكز، هذا الكبير والعملاق، من خلال كلمته التي قرأتها، وعرفتها، وهو توفي قبل أن أخلق، فرأيته فقط من خلال كتاباته، وكان لدي حلم بأن ألتقي به".
أما عن الشخصية الثانية التي يحلم بلقائها، فقال :"المطرب العراقي الراحل ناظم غزالي، تعرفت عليه من خلال صوته، وعلى شخصيته وإبداعه والثورة التي قام بها في الفن العربي، أعشق هذا النوع من الغناء".
وإختار نزار أخيراً لقاء الإمام المغيّب موسى الصدر، وقال :"كان عمري حوالى السبع سنوات عندما رأيته في بعلبك، هو لن يتكرر، وأحلم بلقائه لأني أريد أن أشكو له أموراً كثيرة تخصه وتخصنا، وتخص كل لبنان، وما حدث لنا وللبنان، لأني أعرف من خلال فكره، أن الإمام موسى الصدر لا يرضى بكل ما يجري في لبنان اليوم".
برنامج "بين الحلم والحقيقة" يذاع كل يوم أحد عند الساعة الرابعة بعد الظهر، ويعاد بثه كل يوم خميس عند الساعة التاسعة مساء، عبر إذاعة لبنان 98,1 و98,5، إخراج علي أمين.